كمال شاتيلا… يستسلم أخيراً !

اُعلن صباح اليوم الجمعة عن وفاة رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني والناشط الناصري كمال شاتيلا في القاهرة، على أن تُحدد مراسم الدفن لاحقاً.

هو بيروتي عتيق، ومناضل عنيد، ناصري التفكير، وطني حتى النخاع الشوكي.

ذلك هو كمال شاتيلا الذي أمضى ما يقرب من ثلث عمره في المنفى الاختياري، مرة بسبب خلافه مع سوريا، ومرة بسبب رفضه الانصياع للضغوط، ومرة بسبب معارضته “الحريرية السياسية”، ومرة بسبب عدم سيره مع “المزاج العام السنّي”.

تحفل سيرة ومسيرة كمال شاتيلا بالكثير من الذكريات لرجل كرّس حياته للعمل الوطني والشعبي، متأثّراً بمسيرة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

كمال شاتيلا، ولد عام 1944 في بيروت، درس العلوم السياسية والإدارية في الجامعة اللبنانية، وساهم في تأسيس “الاتحاد الوطني لطلاب الجامعة”.

أسس شاتيلا في العام 1965 “اتحاد قوى الشعب العامل” ذو التوجه القومي العربي، وشارك في المعارك ضد الطريف اليميني.
شارك في تأسيس “الحركة الوطنية”، لكنه اختلف مع كمال جنبلاط وخرج من الحركة، وشارك في تأسيس “الجبهة القومية والوطنية اللبنانية” العام 1976.

وفي سنة 1980، ساهم كمال شاتيلا في تأسيس “المؤتمر الشعبي اللبناني”، لكنه بعد ذلك اضطر للانتقال إلى فرنسا، وعاش في “المنفى الاختياري” حتى العام 2000، بسبب اختلافه بداية مع سوريا، وكذلك مع عدد من التنظيمات التي كانت في إطار “القوى الوطنية، ثم تمدّدت إقامته خارج لبنان بعد اتفاق الطائف بسبب معارضته لحكومات الرئيس رفيق الحريري وسوء الإدارة في الحكم.

أمضى كمال شاتيلا سنوات طويلة في المنفى القسري في فرنسا، بسبب عدم استعداد العرب لاستقباله، ولكنه بعد اتصالات كثيرة مع مصر، انتقل للعيش في القاهرة، وعاد بعد فترة وجيزة إلى لبنان ليستأنف نشاطه السياسي، لكن الواقع الذي أفرزته التركيبة السياسية في البلد منعت شاتيلا من لعب دور مؤثر، خصوصاً الواقع السني الذي كان متأثّراً إلى حد بعيد بـ”الحريرية السياسية”.

لم يستسلم كمال شاتيلا، وبقي يعمل مع ثلّة من المناضلين الذين لم يتأثروا بالضغوط والمغريات، بينما كانت المؤسسات التي أنشأها شاتيلا، تعمل بحيوية في العديد من المناطق، خصوصاً في بيروت وطرابلس وعكار والبقاع، من “هيئة الإسعاف الشعبي” والمستوصفات إلى “اتحاد الشباب الوطني”.

لكن كمال شاتيلا استسلم أخيراً للقدر.. أسلم روحه من منفاه الاختياري في القاهرة التي أحبها لأنه يشعر فيها أنه بجوار جمال عبد الناصر.

اخترنا لك