أنت الأمل يا امل و عندما تغادرين يرحل معك الأمل

بقلم غسان صليبي

هل كذبوا عليكِ
وعلينا
وعلى أنفسهم
يا أمل،
عندما اسمَوكِ أمل،
يا ابنة الست سنوات
التي قتلها منذ يومين
القصف الإسرائيلي؟
كيف تَجَرّأ اهل الجنوب
أن يعدونا بالامل
ويسمّوكِ امل
يا امل،
وهم جيران الوحش
الذي يحاول بإنتظام
إستئصال الامل
من نفوسنا
منذ نشأته
وتمرسه بالقتل
على أرض فلسطين؟
كيف صدّق اهلك
انه عمّ السلام وحلّ الامل
فسمّوكِ امل،
بعد حرب ال٢٠٠٦
وتطبيق القرار ١٧٠١،
وتأكيد نصرالله في حينه
انه لو كان يعرف مسبقا
حجم الرد الاسرائيلي
لما كان تحرّش بإسرائيل
واختطف الجنديَّين،
وإذا به اليوم
يتحرّش بالوحش من جديد،
نعم الوحش نفسه
الذي قرر قتل أطفال قانا البارحة
وقرر قتلك اليوم،
ليس على طريق القدس
ولا على طريق المدرسة،
بل في بيتك
وانتِ في طريقك
لجلب لعبتك،
وضمّها الى صدرك
حمايةً لها
من القصف.
كيف تجرأ ابوكِ
حسين،
ووضع الأمل
قبل اسمه،
ليصبح اسمك
امل حسين الدر،
فهل كان يدرك
انه حين سيفقدك يا امل،
سيفقد معك
كل امل بالحياة؟
لكن اباك
شاء أن يكابر
يا امل،
فإعتبر مقتلك
فداءً للجنوب،
هو الذي على ما يبدو
قد اسماكِ أمل
بسبب إنتمائه لحركة أمل.
من عادة الآباء
عندنا
يا امل
أن يحددوا
مسار ومصير اولادهم،
حتى ولو ارتضوا
أن يُقتل اولادهم
من أجل قضية
اختاروها لهم
دون أخذ رأيهم.
الطفل والطفلة
هما الامل
يا أمل
لأنهما المستقبل،
وعندما يرتضي الكبار
تبرير قتل أطفالهم
بأي حجة كانت،
يكونون قد تنازلوا
عن مسؤوليتهم
تجاه الحفاظ على الحياة.
فأنت الأمل
يا أمل،
ولا معنى
لأي قضية من دونك،
وعندما تغادرين
يرحل معك
الأمل.

اخترنا لك