السعودية رأس حربة في مكافحة المخدرات

بقلم طارق أبو زينب

تعتبر مشكلة المخدرات معضلة العالم المعاصر، والمجتمع العربي يجهد في محاربة زراعتها وإنتاجها وصناعتها وتجارتها وانتقالها وترويجها واستهلاكها وتعاطيها وملاحقة مرتكبيها، لذلك وُضعت التشريعات القانونية لمكافحتها وتجنب مصائبها.

إلا أن التشريع ليس سوى الإطار القانوني الذي تسنه الدول لمعالجة تلك الآفة، إدراكاً منها، لتتوفر المؤسسات الوقائية والعلاجية، خصوصاً أن مافيات الإتجار بالمخدرات قد تكون، أحياناً أقوى من بعض سلطات الدول وأكثر تنظيماً في نشر الفساد والسير بالمجتمع نحو الهلاك والدمار لتحقيق مآرب البعض، والحصول على حفنة من الأموال الغير شرعية الناتجة عن تجارة المخدرات والأسلحة والإرهاب والرشاوى والفساد. لذلك، فإن الكل مسؤول عن مكافحة جرائم المخدرات وتطبيق القانون، كل ضمن دائرة نشاطه وموقعه في نشر وتعميم المفاهيم الإنسانية والأخلاقية والقانونية والدينية السمحة لتوصيل الرسالة الى كل مواطن .

خريطة الكبتاغون بين لبنان وسوريا

تحوّلت بعض المناطق الحدودية اللبنانية – السورية إلى مصانع لتصدير الكبتاغون الى دول الخليج العربي ، و يقول الخبراء إن الغالبية العظمى من إنتاج الكبتاغون العالمي يحدث في دول عدة أبرزها لبنان و سوريا، ويتم تهريب المخدرات عن طريق البر أو البحر أو الجو إلى منطقة الخليج العربي، وجهته الأساسية المملكة العربية السعودية ، وقد دقّ ناقوس الخطر في المجتمع الخليجي والسعودي من تلك الآفة الخطيرة. وتواجه المملكة العربية السعودية حربٌ ضروس مع أعداءها ليس فقط هؤلاء المروجين بل الامر تعدى كونه تجارة إلى محاولة النيل من قيم و مبادئ المجتمع السعودي .

وقد عززت السعودية حضورها على الساحة الدولية بتعاونها مع عدة دول لمكافحة الإتجار و تهريب المخدرات وهو ما ساهم في الحد كثيرا من إنتشار هذة الافة الخطيرة .

الأجهزة الامنية السعودية بالمرصاد

وتحت شعار الحرب على المخدرات تقوم وزارة الداخلية السعودية بشكل متكرر بحملات توعية وعّمدت المديرية العامة لمكافحة المخدرات على الترويج لحملتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تحت وسم #الحرب_على_المخدرات، “بالمراصد”، في محاولة لإبراز عزم الدولة من خلال أجهزتها الأمنية على القضاء على هذه الآفة ومصادر التهريب والتمويل و للتبليغ عن أي معلومة متعلقة بجهات أو أشخاص يروجون للمواد المخدرة ،و تهدف الحملات إلى مكافحة انتشار المخدرات وإحباط محاولات تهريب المخدرات والقضاء على مصادر تمويل هذه الآفة التي تستهدف فئات عمرية معينة أغلبها جيل الشباب.

تفاعل واسع مع حملة سعودية لمحاربة المخدرات

وفي الإطار ، قال المستشار الامني السعودي اللواء عبدالله بن سالم المالكي ” لـ جسور “: عن ” حملة الحرب على المخدرات تحت شعار بالمرصاد ” ، التي تقوم بها المديرية العامة لمكافحة المخدرات والسلطات الامنية السعودية بشكل متكرر لتوعية واشراك المجتمع للتبليغ عن جهات أو أشخاص يروجون للمواد المخدرة ، نعم ولله الحمد هناك تجاوب ملحوظ من كافة شرائح المجتمع سواء كانوا مواطنين أو مقيمين للتبليغ عن كل متعاطي أو مروج حتى لو كان من أقرب الأقربين وذلك ناتج عن ثقافة عالية يتمتع بها المجتمع السعودي نتيجة مايحاك ضده من دسائس تأتي في مقدمتها المخدرات .

وعن أبرز التفاهمات و الوعود والاتفاقيات التي تعهدوا بها كل من حكومات سوريا ولبنان و العمل الجدي بمكافحة العصابات التي تعمل على تصنيع الكبتاغون في هذه الدول والتعهد بمحاربة هذة الآفة على كافة الاصعدة وبمنع تهريب الكبتاغون أو اي من المواد المخدرة الى المملكة العربية السعودية ، قال اللواء عبدالله بن سالم المالكي ، هذا هو المأمول من الحكومة السورية ومن أي دولة عربية شقيقة يربطنا بها علاقات أسرية واجتماعية عميقة وهم عربي موحد وهناك مصادر دخل داعمة للاقتصاد في الدول العربية تغنيها عن اللجوء الى تهريب المخدرات التي لا تدر على الشعوب العربية سوى الدمار والهلاك .

السعودية تقود حربا دولية لمكافحة المخدرات

وأضاف المالكي ، المملكة العربية السعودية تتعامل مع مهربي المخدرات على حد سواء، سواءً كانوا مواطنين سعوديين أو أجانب بغض النظر عن جنسياتهم فكلهم أمام القضاء سواء وينفذ فيهم الحكم الشرعي بعد خضوعهم لمحاكمة عادلة علماً أن هناك توعية عن العقوبات المترتبة على تهريب المخدرات الى المملكة العربية السعودية تقوم بها جميع سفارات خادم الحرمين الشريفين في مختلف دول العالم فضلاً عن التنبيهات المستمرة على مختلف وسائل النقل الدولية والتحذير الشديد من مغبة تهريب المخدرات وما يترتب على ذلك من عقوبات .

وعن الجهود الكبيرة التي تقوم بها السلطات السعودية لمكافحة المخدرات يقول المالكي ، نعم هي حرب مدمرة فتاكة تديرها منظمات معادية للمملكة العربية السعودية لعدة أسباب يأتي في مقدمتها ما نتمتع به من مجتمع حيوي وإقتصاد مزدهر ووطن طموح علاوة على العلاقة المتميزة بين المواطن والمسؤول واللحمة الوطنية التي يصعب على الأعداء اختراقها وما نتمتع به من أمن وأمان نضاهي به دول العالم ولله الحمد والمنة .

أخيراً لنا السبق في مكافحة الإرهاب ومكافحة الفساد وقريباً إن شاء الله سنحقق نتائج عالمية في مكافحة المخدرات .

الواقع المأزوم يفاقم الإدمان ويمنع العلاج في لبنان

المشهد الأبرز ، قال مدير المركز الوقائي الاجتماعي التابع للمجلس الاهلي لمكافحة الادمان على المخدرات في لبنان الاستاذ ماجد حمتو ” لـ جسور “: إن ظاهرة تعاطي المواد المخدرة في لبنان هي بتزايد مستمر في ظل ظروف وأوضاع صعبة يمر بها لبنان وأصبحت تطال فئات عمرية وشرائح مجتمعية مختلفة .

ومع عدم توفر إحصاءات دقيقة لأن هذه الآفة بطبيعتها غير خاضعة للتداول العلني والذين يتعاطون يمارسونها بالخفاء لأنها تتعارض مع القانون والنظام العام .وتبقى الإحصاءات المتوفرة من خلال مراكز التوقيف الامنية وتحديدا لدى شعبة مكافحة المخدرات التي تصدر سنويا بيان إحصائي تفصيلي بعدد الموقوفين بتعاطي المخدرات وجنسياتهم وجنسهم وأعمارهم وأنواع المخدر الذي يتعاطونه ، كذلك هنالك مصادر أخرى كالمستشفيات ومراكز العلاج المختصة . ولكن يبقى العدد الأكبرغير مدرج ضمن هذه الإحصاءات وهم الذين لم يوقفوا من قبل الأجهزة المختصة والذين لم يذهبوا للعلاج بعد .

اللبنانيون عالقون في وحول المخدرات

واضاف، إنتشار المخدرات لا يطال فئه إجتماعية أوعمرية محددة بعينها ولكنه أكثر إنتشارا بين فئة الشباب والشابات الذين لديهم الرغبة بالإكتشاف والتجربة وتأثرهم بالبيئة الإجتماعية التي يعيشون فيها ( رفاق السؤ ) والظروف العائلية التي يحيون فيها مثل التفكك الأسري ،عدم مبالاة الأهل بتتبع شوؤن أبناءهم، والبطالة وقلة فرص العمل ، والصدمات العاطفية والإقتصادية والإجتماعية..الخ.

يتابع حمتو ، للإدمان على المخدرات تأثير بالغ على الفرد كما المجتمع من ناحية تعطيل دور أكبر قوة منتجة وفاعلة في المجتمع مثل الشباب الذين هم مستقبل كل المجتمعات إن كان لناحية التحصيل العلمي والتفكير السليم وبناء قادة اصحاء قادرين على رفع مستوى مجتمهاتهم بدل أن يكون هذا المجتمع غارقا في غياب التخلف والتراجع في كل مستويات الحياة اليومية .

كما أكّد مدير المركز الوقائي الاجتماعي ، لبنان يعاني من إنتشار كل أنواع المخدرات والحبوب المخدرة والتي تنقسم إلى أنواع منها مهدئه ومثبطة ومنها منشطة وقد تؤدي الى الإنتحار في بعض الحالات، منها يصنع محلياً كالحشيشة التي أقر مجلس النواب اللبناني زراعتها من أجل الإستخدامات الطبية، وكذلك إنتشارمادة الهيرويين والكوكايين وحبوب الكبتاغون وغيرها الكثير وكلها تؤدي إلى الحاق الضرر والأذى المعنوي والنفسي والجسدي وصولاً حتى الموت وتدمير المجتمع وارتفاع كلفة الفاتورة الصحية والإستشفائية من هذه الظاهرة .

وحش المخدرات يمدّ أذرعه السامة إلى الدول العربية

يقول ماجد حمتو ، يكتسب لبنان سمعة سيئة كونه يعتبر بلد مصدر للمخدرات ومستهلك في نفس الوقت ، بسبب توفر أنواع عديدة من المخدرات يتم إدخالها أو تصديرها بواسطة التهريب عبر المعابر غير الشرعية أو بإخفاءها وتمويهها لتهريبها عبر الموانىء والمرافىء الشرعية التي لطالما استطاعت القوى الأمنية إكتشافها وإحباطها وملاحقة واعتقال القيمين عليها والمتورطين فيها .

مدمنو المخدرات يتضاعفون في لبنان

وهنا لابد من الإشارة إلى ضرورة الإستمرار بمراقبة التجار والمروجين للقبض عليهم ومحاكمتهم بناءً لقانون مكافحة المخدرات، وهنا لابد من الإشادة إيجاباً بما أورده المشرع من مواد في القانون تتيح للمتعاطي والمدمن الذي يرغب بالعلاج أن تتوقف الملاحقات بحقه وأن يستفيد من تقديمات وزارة الصحة اللبنانية مثل سائرالمواطنين المرضى لإن القانون بات يعتبر المدمن هو مريض وليس مجرما مع مطالبتنا الدائمة للتطوير المستمر لهذا القانون ومنها عدم إدراجأ حكام تعاطي المخدرات لمن يتلقون العلاج ويتعافون على السجل العدلي لتسهيل عملية إعادة دمجهم في المجتمع، كذلك زيادة عدد مراكز علاج الإدمان والمستشفيات المعتمدة من قبل وزارة الصحة اللبنانية في مختلف المناطق اللبنانية لتحفيز المدمنين على تلقي العلاج .

اخترنا لك