الدين و الفنون و الجمال

بقلم الدكتور أحمد الرمح

قبل سيطرة الفكر الظلامي على العقول في عصر الصحوة الإسلامية المشؤوم؛ أنجبت الأمة شخصيات دينية وأدبية وعلمية وفكرية؛ كانوا علامات مضيئة احترمت الفنون كلها؛ واعتبرتها وسائل لسمو الروح والفكر.

منهم فقهاء لم ينظروا للموسيقى عيباً ولا حراماً؛ حتى جاءت الصحوة الإسلامية؛ لتضيق على الناس في دينهم ودنياهم؛ وممن يُذكر في هذا الجانب الفقيه اللامع أحمد الباقوري؛ كان له برنامج فتاوى بإذاعة مصر، فسألته امرأة : ما حكم الصلاة بطلاء الأظافر ؟

فأجابها : لا يبطل الصلاة، إحنا هنقعد نحرَّم كل حاجة لحد ماالناس تكره حياتها وتكره الدين نفسه، اعتبروه دواء يستخدم للحفاظ علىٰ الظفر، ماتحبكوهاش كده، وانتي ياستي ياصاحبة السؤال: مش كل حاجة محتاجة شيخ، ما تعقدوش حياتكم وبعدين تشتكوا، هذا النوع من التدين يؤدى بصاحبه أنه يكره الدين أو يبقىٰ متطرف.

وقال جملته الشهيرة : تيسير التدين يخدم الدين؛ وليس العكس.

وكان الموسيقار محمد عبدالوهاب من محبي الشيخ الباقوري؛ فالتقيا بالإذاعة؛ فقبّل عبدالوهاب رأسَ الباقوري قائلاً: هذه لسماحتك الدينية.

فرد عليه الباقوري بقبلة على رأس الموسيقار قائلاً : وقُبلتي هذه لأنك بموسيقاك تسموا بوجداننا.

هذا قبل أن تظهر الرايات السود؛ لِتَسْودَ عقولنا؛ ويخيم علينا ظلام الفكر والتكفير؛ وثقافة العنف والكراهية.

اخترنا لك